...

مدونة ميديكاوي الطبية

الرئيسية

أهمية الرضاعة الطبيعية

أهمية الرضاعة الطبيعية

أهمية الرضاعة الطبيعية للأم وفوائدها التي لا تُحصى للطفل

الرضاعة الطبيعية ليست مجرد وسيلة لتغذية الرضيع، بل هي حجر الأساس لصحة الطفل على المدى الطويل، فضلًا عن منحها للأم العديد من الفوائد الصحية والجسدية والنفسية.
مع ذلك، قد تجد بعض الأمهات الجدد صعوبة في اتخاذ القرار بشأن الرضاعة، خاصة مع انتشار الحليب الصناعي كبديل، لذا، من المهم فهم أهمية الرضاعة الطبيعية وتأثيرها العميق على صحة الأم والطفل، ليس فقط في الأشهر الأولى، بل لسنوات طويلة.
سنستعرض معًا في هذه المقالة أهمية الرضاعة الطبيعية وفوائدها المذهلة، كما سنقدم نصائح عملية لضمان تجربة رضاعة ناجحة ومريحة، بالإضافة إلى الإجابة عن أكثر الأسئلة شيوعًا حول هذا الموضوع، وسنقوم بحسم الجدل حول موضوع الرضاعة الطبيعية والصيام خلال شهر رمضان.

 

أولا: لماذا تُعد الرضاعة الطبيعية الخيار الأفضل للطفل؟

تُعد الرضاعة الطبيعية الخيار الأفضل والأمثل للطفل الرضيع لأسباب عدة، من أهمها ما يلي:

* تعمل على حماية وتقوية الجهاز المناعي للطفل

أحد أهم الأسباب التي تجعل أهمية الرضاعة الطبيعية كبيرة هو تأثيرها المباشر على الجهاز المناعي للطفل.
يحتوي حليب الأم على الأجسام المضادة بشكل وفير، خاصةً الغلوبولين المناعي (IgA)، الذي يشكل حاجزًا وقائيًا حيث يبطن الجهاز الهضمي والأمعاء، مما يساعد في منع تسلل الجراثيم إلى مجرى الدم.
أثبتت العديد من الأبحاث أن الأطفال الذين يتلقون حليب الأم يكونون أقل عرضة للإصابة ببعض الأمراض التي تكون بالعادة منتشرة بين الأطفال الرُّضع، مثل التهابات الأذن الوسطى، ونزلات البرد والإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي، والحساسية، والربو، والإكزيما، والتهابات الجهاز الهضمي مثل الإسهال والمغص والإمساك.
ولكن كيف يحدث ذلك؟
عندما تتعرض الأم لأي مرض، يقوم جسمها بإنتاج أجسام مضادة تنتقل عن طريق الحليب إلى الطفل، مما يعمل على تقوية الجهاز المناعي للطفل بشكل طبيعي، وهذا يُفسر لماذا الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم يكونون أقل عرضة للأمراض مقارنةً بالأطفال الذين يعتمدون على الحليب الصناعي.

* تُعزز التطور العقلي والإدراكي للطفل

حليب الأم غني بالأحماض الدهنية الأساسية مثل DHA وARA، هذه الأحماض الدهنية تكون ضرورية ومهمة لنمو الدماغ والجهاز العصبي للطفل.
وقد أثبتت الكثير من الدراسات أن الأطفال الذين يحصلون على رضاعة طبيعية يتمتعون بقدرات معرفية وإدراكية أعلى وأفضل، ويحققون أداءً أكاديميًا أفضل مقارنةً بالأطفال الذين يعتمدون في فترة الرضاعة على الحليب الصناعي.

* تعمل على تحسين عملية الهضم وتقليل الاضطرابات المعوية عند الطفل

تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بمشاكل الجهاز الهضمي المنتشرة في الأفال الرُضع مثل المغص والارتجاع المعدي المريئي؛ وذلك لأن حليب الأم يحتوي على العديد من الإنزيمات الطبيعية التي تسهل عملية الهضم، كما أن حليب الأم يناسب تمامًا احتياجات الطفل الغذائية.

ثانيا: كيف تساعد الرضاعة الطبيعية الأم؟

لا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية على الطفل فقط، بل تمتد أيضًا إلى الأم المُرضعة، سنتناول بعضها فيما يلي:

* تمنح الأم تعافيًا سريعًا بعد الولادة

تحفز الرضاعة الطبيعية إفراز هرمون الأوكسيتوسين، هذا الهرمون يساعد في تقلص حجم الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعي بسرعة بعد الولادة، كما يقلل هرمون الأوكسيتوسين من خطر النزيف بعد الولادة، مما يجعل الأم تتعافى سريعًا من آثار الحمل والولادة.

* تقلل احتمالية إصابة الأم بالسرطان والأمراض المزمنة

أثبتت العديد من الأبحاث أن النساء اللواتي يمنحن أطفالهن حليبًا طبيعيًا لمدة سنة واحدة على الأقل تقل لديهن نسبة الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة، مثل سرطان الثدي بنسبة تصل إلى ٥٠٪، وسرطان المبيض بنسبة تصل إلى ٣٠٪، وهشاشة العظام، وأمراض القلب عند الكبر.

* تساعد الأم في فقدان الوزن بعد الولادة

تساعد الرضاعة الطبيعية الأم في حرق حوالي ٥٠٠ سعرة حرارية يوميًا من خلال عملية الرضاعة، وهذا يُساعد الأم في خسارة الوزن الزائد المُكتسب خلال فترة الحمل بطريقة طبيعية وصحية دون الحاجة إلى أنظمة غذائية قاسية أو ممارسة رياضة شاقة.

* تحسن مزاج الأم وتقلل التوتر والاكتئاب

يفرز جسم الأم هرموني الأوكسيتوسين والبرولاكتين خلال فترة الرضاعة الطبيعية، وهما هرمونان يساعدان في تحسين المزاج وتقليل التوتر لدى الأم، مما يقلل من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة وأضراره على الأم والطفل.

ثالثا: ما هي المدة المثالية للرضاعة الطبيعية؟

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، فإن التوصيات الرسمية كالتالي:
* الستة أشهر الأولى: يجب أن يعتمد الطفل اعتمادًا كاملًا على الرضاعة الطبيعية دون إدخال أي أطعمة أخرى.
* من ستة أشهر إلى سنتين: يجب أن يستمر الطفل في الرضاعة الطبيعية بجانب إدخال بعض الأطعمة الصلبة المناسبة لعمر الطفل.
* بعد السنتين: تقل فائدة الرضاعة الطبيعية، لكن يمكن للأم الاستمرار فيها طالما كانت هي وطفلها يشعران بالراحة.

رابعا: بعض النصائح لضمان رضاعة طبيعية ناجحة

* البدء مبكرًا: يجب على الأم محاولة إرضاع طفلها خلال الساعة الأولى بعد الولادة؛ وذلك لتحفيز الغدد اللبنية على إنتاج الحليب.
* التأكد من الوضعية الصحيحة: على الأم أن تتأكد من إرضاع طفلها بطريقة ووضعية صحيحة، ومن أن طفلها يمسك بالحلمة والهالة بالكامل وبطريقة صحيحة لتجنب حدوث تشققات الثدي المؤلمة مما يؤثر على نجاح عملية الرضاعة الطبيعية.
* شرب الماء بانتظام: يجب أن تحرص الأم على شرب كميات كافية من الماء خلال فترة الرضاعة الطبيعية خاصةً الستة أشهر الأولى؛ حيث أن الترطيب الجيد يساعد في زيادة إنتاج الحليب.
* اتباع نظامًا غذائيًا صحيًا: من الأفضل أن تحرص الأم على تناول الأطعمة الصحية الغنية بالبروتين، والكالسيوم، والدهون الصحية؛ للحفاظ على صحتها وصحة طفلها.

خامسا: الصيام والرضاعة الطبيعية في رمضان

تتساءل الكثير من الأمهات حول إمكانية تقديم الرضاعة الطبيعية لأطفالهن أثناء الصيام خاصةً في شهر رمضان، إذا كنتِ مرضعة وترغبين في الصيام، فمن الأفضل مراجعة طبيبك واتباع التعليمات اللازمة التي تتوافق مع الحالة الصحية لكِ ولطفلك.
إذا كان الصيام مناسبًا لكِ ولطفلك، فمن المهم مراقبة استجابة جسمكِ، واتباع بعض النصائح للحفاظ على طاقتكِ خلال فترة الصيام، ومن أهم هذه النصائح:
* شرب كميات كافية ووفيرة من الماء بين الإفطار والسحور؛ حتى لا يؤثر قلة الماء خلال فترة الصيام على كمية الحليب لديكِ وبالتالي يؤثر سلبيًا على طفلكِ.
* تناول وجبات صحية غنية بالبروتين والكربوهيدرات والدهون الصحية للحفاظ على طاقتكِ وإمداد جسمكِ بالعناصر الغذائية الضرورية.
* تجنب الإكثار من تناول المشروبات الغنية بالكافيين التي قد تؤثر بالسلب على ترطيب جسمكِ وتؤثر أيضًا على صحة طفلكِ.
ومع ذلك، إذا شعرتِ بالتعب الشديد أو لاحظتِ انخفاضًا في كمية الحليب أو أن طفلكِ لا يشعر بالشبع، فمن الأفضل الإفطار للحفاظ على صحتكِ وصحة طفلكِ.

وأخيرا: بعض الأسئلة الشائعة حول الرضاعة الطبيعية

هل يمكن الجمع بين الرضاعة الطبيعية والحليب الصناعي؟

نعم يمكن الجمع بينهما، ولكن من الأفضل أن يكون حليب الأم هو المصدر الأساسي لتغذية الطفل.
كيف أزيد من إدرار الحليب؟
أهم العوامل التي تزيد من إدرار الحليب هي الرضاعة المتكررة، وشرب السوائل، والتغذية السليمة.

هل تؤثر الرضاعة الطبيعية على الخصوبة؟

قد تؤخر الرضاعة الطبيعية عودة الدورة الشهرية، لكنها ليست وسيلة مضمونة لمنع الحمل.

في نهاية المقالة، لا شك أن أهمية الرضاعة الطبيعية تتعدى مجرد توفير الغذاء، فهي استثمار في صحة الطفل والأم على المدى الطويل. لذا، إذا كنتِ أماً جديدة، فلا تترددي في طلب الدعم والاستشارة لضمان تجربة رضاعة ناجحة.

المصادر

 

WHO 

NIH 

Unicef 

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top
Seraphinite AcceleratorOptimized by Seraphinite Accelerator
Turns on site high speed to be attractive for people and search engines.